حالة الشارع الغربي يرثى لها - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

هل يمكن للسائح الخروج للشارع؟

حالة الشارع الغربي يرثى لها
مجدل شمس\الجولان - جولاني - 21\01\2013
ينظر معظمنا في السنوات الأخيرة بشيء من التفاؤل إلى تحول البلدة إلى مركز سياحي يستقطب الكثير من السياح، الأمر الذي من شأنه تحسين الحالة الاقتصادية للناس، خاصة بعد وصول قطاع الزراعة في السنوات الأخيرة إلى حالة حرجة، وقناعة الكثيرين بأنه لا بد من رادف جديد للاقتصاد المحلي، وتبدو السياحة القطاع الوحيد المتاح حالياً.

لكن تطور السياحة مشروط ببنية تحتية مناسبة، ولو في الحد الأدنى، تساعد على اجتذاب السياح، وهو ما لا يحصل في مجدل شمس.

المنطقة الغربية من البلدة، وبالتحديد طريق جبل الشيخ (وسأسميه شارع حرمون)، هي المنطقة السياحية التي يتركز فيها السياح القادمون إلينا. هؤلاء السياح يبيتون في الفنادق والغرف الفندقية التي انتشرت في البلدة في السنتين الأخيرتين، وككل سائح يزور أي منطقة، سيرغبون بالخروج مساء لتناول العشاء في أحد المطاعم والتجول في شوارعها.. ولكن هل يستطيعون فعل ذلك في مجدل شمس؟ لا نعتقد ذلك.

 هكذا يرى شارع حرمون مساء.. معتم ومخيف...

"شارع حرمون" الواصل بين دوار أسعد كنج والدوار الغربي الجديد، هو الشارع الذي من المفروض أن يلبي هذه الحاجة لدى السياح، ومن المفروض أن نهتم بأن تكون هناك شروط أساسية تمكنهم من ذلك، وأولها الإضاءة...

هذا الشارع معتم ومخيف مساء وليلاً.. الإضاءة شبه معدومة. فعواميد الإضاءة لا تعمل بصورة مناسبة. قسم من هذه الأعمدة ليس فيه لمبات إضاءة، وقسم كبير فيه لمبات لكنها لا تعمل، والأنكى أن تلك الأعمدة التي تعمل فإن إضاءتها سيئة لدرسة أنها لا تضيء شيئا.. بمعنى آخر.. وكأنه لا توجد إضاءة على الشارع. الإضاءة الوحيدة المتوفرة هي تلك الصادرة عن المحلات التجارية على جانبي الشارع، ففي بداية المساء وعندما تكون جميع المحلات التجارية مفتوحة تكون هناك بعض الإضاءة، أما عندما تبدأ هذه المحال بإغلاق أبوابها فيخيم الظلام على هذا الشارع ويصبح السير فيه مخيفاً لأبناء البلدة.. فكيف للسياح الغرباء!!!

الأمر الثاني هو الأرصفة التي لا يمكن السير عليها لأنها محتلة من قبل السيارات. فحتى لو أراد السائح التجول خلال النهار في هذا الشارع مع عائلته فإنه لا يستطيع، وستكون رحلته محفوفة بالمخاطر، لأنه لا يوجد رصيف يسير عليه. أما الشارع نفسه فيعج بالسيارات التي يقود معظمها شباب متحمس يجعل مجرد التفكير بالسير على جانبيه بالنسبة للسائح أمرا غير وارد.

يتغنى البعض بأنه يعمل على تشجيع السياحة في هذه البلدة، ويقولون أن مشكلتهم هي الميزانيات غير المتوفرة، ولكن مشاكل من هذا النوع التي ذكرناها على الشارع الغربي لا تحتاج إلى ميزانيات خاصة. فتنظيم السير والحفاظ على الأرصفة سالكة للاستخدام من قبل المواطنين والسياح أمر لا يحتاج إلى ميزانية. أما تفعيل الإنارة فموضوع قد يحتاج إلى ميزانية متواضعة يمكن تأمينها بكل يسر.

عشــرة أعمدة على الشارع لا تعمل الإضاءة فيها

في جولة على الشارع تبين أن هناك 10 أعمدة لا تعمل الإضاءة فيها، لا أدري كم هو ثمن 10 لمبات؟ ولكنه بالتأكيد مبلغ يمكن تأمينه بكل يسر.

ويجب لفت نظر القائمين على ذلك أن لمبات الإضاءة يجب اختيارها من النوع المعد للإضاءة، ذلك أن اللمبات الموجودة حاليا على الأعمدة هي ليست للإضاءة وإنما للزينة. (لا نتحدث هنا عن كبل اللمبات الممدود على الشارع وإنما عن لمبات الإضاءة الأساسية التي على الأعمدة).

تطور كبير حدث في السنوات الأخيرة في قطاع السياحة، وأصبحت مجدل شمس محطة معروفة ومقصودة على الخارطة السياحية، ليس فقط كونها البوابة إلى جبل الشيخ، بل بفضل مجموعة من المشاريع السياحية التي أقيمت بجهود فردية من قبل مبادرين من أبناء البلدة، والتي شملت فنادق وغرف فندقية ومطاعم ومقاهي، أكسبت البلدة سمعة طيبة وأصبحت بالفعل مقصداً للسياح.

لكن الجهود الفردية وحدها غير كافية لذلك، فتبقى البنية التحتية من مسؤوليات السلطة المحلية، وعليها أن تضطلع بهذه المسؤولية، فهي بذلك لا تمن على الناس وإنما تقوم بواجبها تجاههم، ولو في الحد الأدنى.. وهذا حقهم...